تخيل أن تصحو يوما لتجد أنك قد فقدت كل ما كان لديك
و كل ما كنت عليه
لتجد أنك قد أصبحت لست أنت
و أنك فقدت روحك التي تعرفها
مرحك
أبتسامتك الدائمة و ضحكتك
إشراقتك
خفتك و أهتمامك
تخيل أن تصحو بعد غفلة لترى أنك قد أصبحت أنسانا
بلا أنسانية
ثقيل الظل
عبوس عصبي
متجهم الوجه أغلب الأحيان
و ماكان بالأمس يضحكك قد أصبح اليوم حقيرا بالنسبة لك ولا قيمة له
و أن ترى العالم كله تافه
قلبك قد أمتلأ بالسواد
تتذكر الأحزان التي كنت تتجاهلها و تنساها
و تنسى الأفراح التي كانت في مخيلتك
تبحث عن البؤس و اليأس
و قد أضعت الأمل المشرق في عينيك
وتخيل أن تقاطع أحبابك على غفلة منك و تنساهم
و حين تواجه أحدهم و يسألك
لم تعد كما كنت
لقد تغيرت
ماللذي غيرك
غبت عنا
أين صرت عنا و قد كنت معنا
تحبنا و تسأل عن حالنا
كيف أصبحت مقاطعا لنا و نسيتنا بسهوله
سؤاله
يذكرك بما كنت عليه
ذكرياتك
كلها تمر أمام عينيك في لحظة تأمل
و تقول لنفسك
من أنا
و لماذا تغيرت و لم أعد أنا
أين بشاشتي
أبتسامتي
بريق الأمل اللذي يشع في عيني
أين أنا
و أين ذهبت
و تصارع لكي تحاول أستعادة أمبراطوريتك الجميلة التي كانت يوما ما سببا في محبة الناس لك
لتجد أن أستعادتها أصعب بكثير من فقدها
و تبقى بلا أمل و لا تستطيع أن تعد نفسك بأنك ستعود
كما كنت
و كما تشتاق أن تكون
هذه أنا
وهذا ما جرى خلال سنة
إن كنت تذكر
فستعلم أنني أنا
و إذا لم تذكر
فيا حسرتي قد نسيني غيرك كما نسيتني
و وجدت نفسي بلا ماضٍ يذكر
ولا حاضر يضحك
و لا بريق مستقبل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق