ألـم أكــُــن رفيــقـكَ حــــيـــن تســـافـر ***
و حـيــــن كــنــت تـعـــبــــر المـعـابـــــــر
الــم أدون رحـلـتك حــين تغــــــــامـــر ***
و روعتك كتبتها في واحة الدفاتر
رافقتك في درب ماضيك و الحاضر ***
وكنت في جوارك حين تذاكر
أحببتها طفـولـتك و ألهمتني بسمتك***
حتـى قتـلت الوقـت في صمت مثابر
قلتَ حروفا همهاسعادة البوادر ***
مسحتَ هموم الناس والدموع والمأثر
وصـُغـتُ مـنـك دفتــــــراً مـن الخواطر ***
و قــد رأيــــــت أنــكَ أفــضـــــل نــاثر
اسعدتني حين رسمتَ أجمل المشاعر***
كلوحـة مـــوطـــنــهـــا ريــشــة شــاعر
لـطــالــمـا كــنت لأغــلالي خير آسـر ***
ماذا جرى لرشدكَ و أبيض الدفاتر
قــيــدتــنـي فـي إمرتك وليس لي مهمة***
إلا وصـــف دمـعـةٍ ، و طاعة الأوامـر
أمـــرتــنـي أن أكتـب الظاهر والمخابـر***
وقول مالم تستطع ترديده الحناجر
تــتعبــنـي تــرهقــنــي حــيـن تــكــابــر ***
فــــتــنـزف الـدمّ مـــن المـحـــاجـــــــــــــر
إسمع لــعبدك الضعيـف في المـآسر***
امنح له في يوم موته ، الموت كثائر
عـبـدك الـذي بــالـرغم مـن جســارتـك ***
وقـســــوتـك دومــاً عــلــيـك صــابــر
أرجوك أصــفح عــن تـــطــــاولــــــي ***
و جـــــرأتـــــي فــــاللــــــــه خــــيـــر غـــافــر
إسمع لنُصحي سيدي إسمع و حاذر ***
إسع أنــيــن صــرخــتــي و لا تخاطر
فـقـد تــعبتُ من مسايرة حروفاً كالخناجر***
تـطايرت من أعمق الــحــناجــر
كصرخة يائسة تحارب كـأنــها***
تطالـــب بـصــحــوة الأمــوات فــــي المقابــر
أخـبرني الآن كــيـف أعــتــلي الــمــنــابــر ***
و كيف أنهلُ الدم من الــمـحابر
و كيف أكـتب لكَ بــأنّي ثـــائـر ***
إسمح لي يا معذبي " أنا في أمري حائر
ألا ترى بأنني قــُيـِّدت في أصـابعك ***
لا أكــتـب معنى حروفي إلا بالأوامـر
ياسيدي أرهقتني بهمك و حزنك ***
ألا أجد لصـرخـتـي عـنــدك أي خـاطـر
رفعتني حين أردتَ أن تُلطخ الدفاتر ***
خنقتني لـوثتـني بدخَّان السـجـائـر
أرديتني حين انتهيتُ من سرد جروحك***
ألقيت بي بقوةٍ فـأي ظلم جائر
أرجـوك يامن كنت له بحظي العاثر ***
إرحـم دمـوع مـحجـري و لا تكابر
لا تحمـلق بعيونك إلــــــــيَّ كساخـر ***
و عُـد كما كنت تداعب الدفاتر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق