هنا
أمر يجننني بهذا العالم الشقي ..
يكاد يقتلني من حيرتي سؤال
أمعن
النظر ، في عيون كل آدميٍ ..
ستلقى في وادي كرامته إغتيال
وفي
أراضي الواقع ، حقوقنا الإنسانية ..
تأرجحت ، بين إهانة و إبتذال
هنا
بشر ، كأسراب من الغربان ناعقة ..
تبشر بالمكارهِ
، مثلما يقال
أو
حية مجلجلة ، لا تنظر بعينها ..
إلا لونا أسودا ، أسمه القتال
كالمياه
الراكدة ، تَلوثَ الإنسان في ..
قلوبهم ، حين فرقهم جدال
ومن
حرارة الجدال ، يبخِّرون بقيتها .
. حتى بان فيها الإضمحلال
كأن
نار الحُمق في قلوبهم ..
تريد أن تَخمد ، فزادوها اشتعال
وعند
باب كل موضوع جديد أو قديم ..
تراهم في صراع و اقتتال
نباح
، و عواء ، وقت أيسرها ..
و يختبؤون خلف ستارة إعتدال
يخال
إليك حين تستمع زئيرهم ..
بأنهم أبطال ، و كلهم رجال
ووقت
الفعل ، لا ترى إلا نعام ..
و دفن رؤوس في الرمال
وحين
تذكرهم بأخلاقٍ ..
توارت من ملافضهم ، و ترجو الإمتثال
يحاربون
همتكَ ، و يمتهنون أخلاقك ..
و إيمانك يصير رياء وافتعال
ويتهمونكَ
بالجهالة و التحجر ..
و من غبار أفكارك ، يصيبهم السعال
لكل
حيةً منهم ، نصيب الأسد في المأكل ..
والخدام و المنظر والهيبته والجلال
وبعض
الناس في أقصى ، الأراضي ينحب جوعاً ..
و أشبعهم ، مهان كاالنعال
و
إن طالبتهم إنفاق أيسرهم ، لتيسير لأرملة ..
أو أيتامَ ، أو كهلٍ ، تقيهِ مذلة السؤال
يماري
وجهه غضب ، كأنه يخسر عمراَ ..
و يرفض قاطعا طلبك ، و يبدي الإنفعال
ويرمي
المال كالرمل ، لمعشوقة ..
يَزين يديها بإسورة ، تزايدها دلال
و
راقصة ، تعرت من مساترها ..
يراقصها ، يغنَّجها ، بأنهار من مال
و
كأس دائر حوله فأمواله يضيعها ..
ببيت الكأس و اللَهوِ و ربات الحجال
و
حين تحاول نشرَ ، الثقافة و العلم ..
و ستر عيوب عقولهم المليئة بالظلال
يغربون
دوافعك ، و ينعتون ثقافتك ..
و من مثلك ، بمحتكري و رواد الجمال
و
إن قامت قيامتهم ، في وجهك ..
يصيِّرونك تمثالاً ، للتخبط و الظَلال
تخالهمُ
مثقفين من رصانة نطقهم ..
و في الواقع ثقافتهم ، ثقافة إرتجال
وإن
تخالفُ أفكارك مبادئُهم تصير ..
بين مآربهم ، كالمرض العُضال
و
إن حاولت تعديل ، قناعتهم بالمنطق ..
تكون وباء قاتلٌ ، حري أن يزال
و
إن قلتَ : بأن الأرض تطالبنا ..
بأن نوقف ، إراقة الدماء و النزال
وأن
نخمد نار البغض و الأحقاد ..
و أن نغسل ضمائرنا بالماء الزلال
ونذكر
يوم لاينفع ، قتال أو جدال ..
يوماً من أهوالهِ تهابهُ الجبال
ينادون
أمجنون يحاول أن يكبِّلكم ..
فلا تهنوا ، ولا ترضوا ، ولا تعطوا مجال
من
الجبن أن ترضوا بدعواه ..
فبالإرهاب و القوة ، يعرف معدن الرجال
كأن
الدنيا قد خلقت ، ليقتتلوا ..
طوال الدهر لا يبقوا .. عشيه دون سجال
زمان
أضحى كالغابة ، حروب طاحنة أسرى..
دماء أشلاء قتلى ، نهب و إحتلال
كأن
الأرض مظلمة ، تنازع غمية سوداءَ غطتها ..
من الجنوب إلى الشمال
تلخبط
شرقها غربُ ، و صارت كلها غربٌ ..
فلا شرقٌ ، و لا جنوبٌ أو شمال
ولا
شمس تناديها لكي تشرق ..
و ان ناشدتها ضوءٌ او دفءٌ فأنت طالب المحال
بدون
الشرق لن تشرق ، و دون إزاحة الغيمة
عن الأفقِ ، فلن يظهر لنا إلا الخيال
و
إن أشرقت يوماً فلا سحب ، و لا دخان يحجبها ..
فنور الشمس لا يغطيه الغربال
مللت
الأمر برمتهِ ، في عقلي ..
فلن تحل معضلةٌ ، بأبياتي ، و لو كانت طِوال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق