الأحد، 13 فبراير 2011

ألم أكن لروحك العبير للزهور












ألم أكن لروحكَ العبيرَ للزهور
___________________________________________________________
أكنتَ كما كانت أحلامي تُخبرني بما تكون
كشمعةً تتراقصُ في الظلماتِ حيثُ السكون
حيث الهدوء يعمُّ أرجاءَ المكان
حيثُ أصوات الطيورِ نامت في الغصون

أكنتَ كما كانت تتراءى بك لي الرؤى
كبريق نجمةً تضيئُ في غياهِبِ الدُجى
وتُنير درباً من شجنِ البائسينَ تبعثر و انطوى
و تلُمُّ شتات أفئِدة بها عاثت رياح الهوى

أمِن دمعةٍ فرَّت من الأحداقِ بريقِك المنير
كشلالٍ يداعب الرُّبى و يرقص في هدير
رويتَ روحي بالندى و جعلتَني أمير
كحاكمٍ للممالكِ كلُها و لستُ كالأسير
أتلك هي دمعتي من محجري تُهاجر
حسَبتُها لحضنكَ من مُقلتي تغادر
مارمتُ أنكَ في تمزيقِها فنانٌ و ماهر
ولا أَن تُهلك مهجتي بطعنةِ الخناجر

ألستُ من أَخبرتنَي روحي كالطيور
أَلم أَكُنْ لروحكَ العبيرَ للزهور
ألم تعِدني أننا معاً، سنخلُق القُصور
و قلتَ لي لانفترقْ على مرِّ العصور

أتَنسى وعودَك التي رسمتَ فوقَ هامتي
وتَنسى يوماً قلتَ فيه أن روحكَ جنتي
ماذا جرى لعالمٍ مدحتَهُ في روعتي
وقلتَ أن عالمكْ لم يوازي دمعتي

و الآن لم يبقى سوى أشلاءَ قلبٍ بُعثرت
و في الشجون جعلتَني بقايا روحاً حُطمت
ألم يئِن لجمرتي أوانُها لتنطفئ فأُججت
يكفيكَ من دمعٍ جرى على غصونٍ أُحرقت

أَتسمعُ في هذا الدمارِ صوتُ النوحِ في بؤسي
يقولُ بأنكَ  أنتَ .. جُنوني ، أملي و يأسي
عد حينَ تشاء .. لترى عرشك فوق رأسي
بعثرني كما أردتْ فغير عشقكَ لا يكونُ أُنسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لولا إفتراق الأجفان ،، ما أبصرت عيناي النور