الأحد، 18 ديسمبر 2011

خلف أبواب العاشقين



نظرة سريعة الى عينيك كافية
كي تصنع بروحي زلزلة
كافية لتنتشلني من عالمي
لعالم يصنع لي أحلامي

ربما يكون قد مر الشتاء بلياليه الباردة
و زهورة الذابلة
أنى لي ان أرتجف بردا
و دفء خيالك يلف هيامي

حاذر فشمسك التي لملمت مشاعري
أضحت بحرها قاتلة
ترو قليلا فأنا أملك مهجة
لاتطيق تحمل  آلامي

فأين رميت سهامك وقد أصبت روحاً
لاتملك ليأسها طائلة
و لا قوة لوجدها
حتى تقف و تنازل الرامي

يكفيها ماقد تزاحم في أعماقها
من تيهٍ و ألام جروح قاتلة
وقد نثرت الملح
بهفوة في جرحها الدامي

فتبعثرت ألما حتى غدت
خلف أبواب العاشقين سائلة
طلبا لدواء يشفي جروح
الجلاد و اللّجام

تدقها و تجثو بها خوفا وهلعا
و كأنها فرت لها متوسلة
لخلاص عشق جاثم 
في قيده بساحة الإعدام

وتلف جدران ديارهم بيدين بلت بالدماء
و بالدموع النازلة
ترجو لديهم فرجة
من سطوة الوجد والأوجام

كن عاشقاً متيماً وافتح أبواب ظلوعك
و ضم تلك السائلة
حتى يضمني صدرك
و يشفي جرح سهامي

فحين أحاول وصف صورةِ هيامٍ عاتٍ
يقارع روحاً ذابلة
ما وجدت وصفاً لبؤس منظرها
وأنحنت أقلامي

الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

غجرية العشق ..



بعض الخلائق حين فينا يحضرون

يُشرقون ، بخيوط ذهبية

يملأون الكون نورا ،، كتراتيل الشموس


يسرحون في الحنايا و يمرحون

يصنعون ، منا بسمات ندية

يسحرون اللب سحرا ،، كالطلاسم و الطقوس


يسحروا فينا الشجايا و الشجون

يعبثون ، كالعصافير الشجية

حول أقداح الخمورا ،، هم جلوس


يشعلوا فينا فتيلاً للجنون

يخلقوا ، فينا عروق غجرية

مثل نفس مستعارة ،، من تلك النفوس


هم لنا كصروح أنشأ جدرانها هامان ، مخلدون

كالإسكندرية ، و المواني التونسية

كبلاد الرافدين و الحضارة ،، أو كقدسٌ و طرطوس


حتى نغتال الدموع في رحم العيون

حتى نسعى حول كسر القمقمية

مثل حرب مُستثارة ،، كالبسوس


القلوب المستميتة خلف أسوار السجون

تبدو رَوحا مستحيلة كالجنان البابلية

مثل برد زمهريرا ،، يشتهي دفء الشموس


حالماً فينا الهيام لنفوس كالنجوم

يعتلينا مثل نجمات الثريا

أو يملأ الدنيا غراما و سرورا ،، نجم الآلهة فينوس


هم لنا ألحان ناي أو تراتيل تداعب الظنون

كالحروف الأبجدية ، تبدو أنوارا جلية

مثل بسمات بأنوار البدورا ،، تمحو آثار العبوس


أينهي أرواحهم ، أينهُ ذاك الجنون

أين أنفاس الغرام ، و التناهيد الهنية

يا إلهي عندي شوقاً مستجيرا ،، لتراتيل الشموس

الأحد، 4 ديسمبر 2011

مسألة صعبة




من في النار ، يعرف كيف تكون حرارة النيران

و لا نار أمام عقول من بالثلج يتربى ..

حنين يسري في الجسد .. سريان الدم في الشريان

حنين الروح في الغربة ..

حنين يغزو فيني القلب و التفكير حين يخالجني الهذيان

حنين يدفنني بلا كفن بلا تربة ..

حنين الزهر في الباقة لأنسام تكاد تداعب الأغصان

و قطرات الندى العذبة ..

لأحضان تجافيه و تجبره على التجاهل و النسيان

حنين الطفل في الفطمى يصارع الرغبة  ..

و من جافى الديار و هام في عقله كما المجنون

و خلَّف خلفه الأرواح منكبَّة ..

تنام على أمل بأن يأتي لها فجرٍ يبشرها بأن تزهر

و تصحو فيها أحلام معلقة و ممتدة ..

من الغربة و من خلف الغمام اداعب زهرة الوجدان

و أزرعها فوق دفاتري الخصبة ..

و أسقيها دموع المقلتين و أنهار من الأحداق و العينان

يداعبها و ينعشها النسيم إن هبَّ ..

و كم من صعوبة بالأمس ، تمسي اليوم بالإمكان

كثيرٌ جدا أن يُقال المسالة صعبه  ..

ألا يا دنيتي و جلباب الحرير وجنتي و آية القرآن

فريح المِسك فيكِ اغتالُني حبَّاً  ..

خذيني إحمليني طوقيني حتى تموج بمسمعي الألحان

و راقصيني حول مياهكِ العذبة ..

ومن رَوح الجنان أطعميني ، فمقطوف الجنتينَ دان

خذيني إلى حنانٍ رائعٍ حُبَّه

ألا يا من يناجي الهمَّ في داره ولم يفارق الخلان

لا تنسَ من في الفقد مقيدٌ لبَّه

سِوَا قلبِهِ لَنْ يسمو لطعم الشوق و لا يعانق الأحزان

و لا يشعر بهم الجرح و الغربة  ..

فمن في النار يعرف كيف تكون حرارة النيران

و لا نار أمام عقول من بالثلج يتربى  ..

و تلك صعوبة الغربة ، في عرفِ الجن و الإنسان

كثيرٌ أن لا يُقال المسالة صعبه !!  ..

لولا إفتراق الأجفان ،، ما أبصرت عيناي النور