السبت، 11 فبراير 2012

كأن الدنيا قد خلقت ليقتتلوا







هنا أمر يجننني بهذا العالم الشقي ..
 يكاد يقتلني من حيرتي سؤال

أمعن النظر ، في عيون كل آدميٍ ..
 ستلقى في وادي كرامته إغتيال

وفي أراضي الواقع ، حقوقنا الإنسانية ..
 تأرجحت ، بين إهانة و إبتذال

هنا بشر ، كأسراب  من الغربان ناعقة ..
 تبشر بالمكارهِ ، مثلما يقال

أو حية مجلجلة ، لا تنظر بعينها ..
 إلا لونا أسودا ، أسمه القتال

كالمياه الراكدة ، تَلوثَ الإنسان في ..
 قلوبهم ، حين فرقهم جدال

ومن حرارة الجدال ، يبخِّرون بقيتها .
. حتى بان فيها الإضمحلال

كأن نار الحُمق في قلوبهم .. 
تريد أن تَخمد ، فزادوها اشتعال

وعند باب كل موضوع جديد أو قديم .. 
تراهم في صراع و اقتتال

نباح ، و عواء ، وقت أيسرها .. 
و يختبؤون خلف ستارة إعتدال

يخال إليك حين تستمع زئيرهم .. 
بأنهم أبطال ، و كلهم رجال

ووقت الفعل ، لا ترى إلا نعام .. 
و دفن رؤوس في الرمال

وحين تذكرهم بأخلاقٍ .. 
توارت من ملافضهم ، و ترجو الإمتثال

يحاربون همتكَ ، و يمتهنون أخلاقك .. 
و إيمانك يصير رياء وافتعال

ويتهمونكَ بالجهالة و التحجر .. 
و من غبار أفكارك ، يصيبهم السعال

لكل حيةً منهم ، نصيب الأسد في المأكل ..
 والخدام و المنظر والهيبته والجلال

وبعض الناس في أقصى ، الأراضي ينحب جوعاً ..
و أشبعهم ، مهان كاالنعال

و إن طالبتهم إنفاق أيسرهم ، لتيسير لأرملة ..
أو أيتامَ ، أو كهلٍ ، تقيهِ مذلة السؤال

يماري وجهه غضب ، كأنه يخسر عمراَ ..
و يرفض قاطعا طلبك ، و يبدي الإنفعال

ويرمي المال كالرمل ، لمعشوقة .. 
يَزين يديها بإسورة ، تزايدها دلال

و راقصة ، تعرت من مساترها ..
يراقصها ، يغنَّجها ، بأنهار من مال

و كأس دائر حوله فأمواله يضيعها ..
ببيت الكأس و اللَهوِ و ربات الحجال

و حين تحاول نشرَ ، الثقافة و العلم .. 
و ستر عيوب عقولهم المليئة بالظلال

يغربون دوافعك ، و ينعتون ثقافتك ..
و من مثلك ، بمحتكري و رواد الجمال

و إن قامت قيامتهم ، في وجهك .. 
يصيِّرونك تمثالاً ، للتخبط و الظَلال

تخالهمُ مثقفين من رصانة نطقهم .. 
و في الواقع ثقافتهم ، ثقافة إرتجال

وإن تخالفُ أفكارك مبادئُهم تصير .. 
بين مآربهم ، كالمرض العُضال

و إن حاولت تعديل ، قناعتهم بالمنطق .. 
تكون وباء قاتلٌ ، حري أن يزال

و إن قلتَ : بأن الأرض تطالبنا .. 
بأن نوقف ، إراقة الدماء و النزال

وأن نخمد نار البغض و الأحقاد .. 
و أن نغسل ضمائرنا بالماء الزلال

ونذكر يوم لاينفع ، قتال أو جدال .. 
يوماً من أهوالهِ تهابهُ الجبال

ينادون أمجنون يحاول أن يكبِّلكم ..
 فلا تهنوا ، ولا ترضوا ، ولا تعطوا مجال

من الجبن أن ترضوا بدعواه ..
 فبالإرهاب و القوة ، يعرف معدن الرجال

كأن الدنيا قد خلقت ، ليقتتلوا .. 
طوال الدهر لا يبقوا .. عشيه دون سجال

زمان أضحى كالغابة ، حروب طاحنة أسرى.. 
دماء أشلاء قتلى  ، نهب و إحتلال

كأن الأرض مظلمة ، تنازع غمية سوداءَ غطتها ..
 من الجنوب إلى الشمال

تلخبط شرقها غربُ ، و صارت كلها غربٌ ..
فلا شرقٌ ، و لا جنوبٌ أو شمال

ولا شمس تناديها لكي تشرق ..
و ان ناشدتها ضوءٌ او دفءٌ فأنت طالب المحال

بدون الشرق لن تشرق ، و دون إزاحة الغيمة
عن الأفقِ ، فلن يظهر لنا إلا الخيال

و إن أشرقت يوماً فلا سحب ، و لا دخان يحجبها ..
فنور الشمس لا يغطيه الغربال

مللت الأمر برمتهِ ، في عقلي ..
فلن تحل معضلةٌ ، بأبياتي ، و لو كانت طِوال

الجمعة، 3 فبراير 2012

أسكنيني قلبكِ عنوانا


قالت له عيناك قضَّنْ مضجعي ، برقَنْ شعاعا في عيوني الناعسات
هوناً على قلبي الشغوف لموجك العاتي من موجة هيمانة

أقبِل كأعماق المحيط السابع ، جمع الخفايا و الحكايا الخالدات
والثم شواطئ مهجتي بقبلة كقبلة الامواج للرمال الدافئة الولهانة

اطوِ بوصلك مايباعد بيننا كالبرق ، حين يداعب الغيوم الماطرات
امطر على وجدي حنانا من حنينك غامرا كالغيمة الريانة

أقبِل تناهيداً تحرك اضلعي كالريح ، حين تراقص الغصون العاليات 
وانشر عبيرك بين انفاس الهوى حتى يشم عبيرك الريحانَا

اقتل بقربك كل ريب للجفاءِ وكن ، كما اعتادت ان تكون الامنيات
حرك جليد مشاعري و اخلق من الوجد المقيم بداخلي إنسانة

فأجابها شوقاً لك أضاءَ بسهرتي ، اهدى البريق إلى الليالي المظلمات
عيني التي قضّت منامكِ ليلةً عاشت ليالي فقدكِ سهرانة

و اغتالها بوصاله شغفا جميلا ، زاحم الشوق الطويل باليالي البائسات
لا تعجبي مني فقد أغويتني وتلك غواية الإنسان للشيطانِ

قد أغرقت عيناكِ مني مهجتي ، و رموشك ترمي القلوب كالسهام القاتلات
هيا ارأفي بماتبقى من كياني وادفنيني بجفنكِ النعسانا

فمن فراقكِ وانتهاء تصبري ، أنسلتُ جنين الموت من رحم الحياة
لمّي بواقي الروح بين ضلوعكِ و اكسي بشَعرك مَهجتي العريانة

لرحيقِ فتنتكِ الغجرية نكهةً ، تنهي طقوس الموت يا رَوح الحياة
والسحر في شفتيك ألقى بلحظة تعويذة غطت زوايا القلب بالألوانَا

ملأَت كياني من شفتيكِ بسمةً ، جعلت قوافي الشعر في عينيَّ مقصِّرات
ولخصرك الجاني النحيل جريمة اودت بروحي ضامئةً عطشانة

هلاَّ أعدتِ وصالنا كما مضى ، هلاَّ تلمي من عروقي البعثرات
أو فاقتليني مثل عشاق الجنون وأمنحي شوقي لكِ غفرانا

ردِّي إلي حنانكِ و طوِّقي ، طرفات عينيَّ التي في خصالكِ تائهات
و لترحمي ضياع نفسي الوالهة  و لتسكنيني قلبكِ عنوانا

فبادرته بقولها : والآن جربت الحنين ، أعرفت كيف تكون دموع الفاقدات
فطب نفساً و قر عيناً فلا صبراً في مهجتي يرتضي الهجرانا

لولا إفتراق الأجفان ،، ما أبصرت عيناي النور